الأخبار

أثر غياب متبنى القرار الاستراتيجى بين الاستراتيجية والهيكل والأداء

 أثر غياب متبنى القرار الاستراتيجى

على العلاقة بين الاستراتيجية والهيكل والأداء

  ( دراسة مقارنة )

محمد المحمدى الماضى

أستاذ إدارة الأعمال المشارك

كلية التجارة جامعة القاهرة

ابريل 2000

تقديم :

        من الأمور المهمة التى شغلت الباحثين فى إدارة الاستراتيجية موضوع القيادة الاستراتيجية عموما . ومتبنى قرار الاستراتيجية على وجه الخصوص .

        باعتبار أن القيادة الاستراتيجية من أهم محددات نجاح تطبيق نموذج الإدارة الاستراتيجية بكافة مراحله الثلاث ؛ ( صياغة . وتطبيق ، ورقابة وتقويم ) وبما ينعكس على نجاح الأداء .

        وبالرغم من تلك الحقيقة إلا أننا نجد أن معظم الدراسات التطبيقية قد انصبت على العلاقة بين متغيرات كالهيكل والاستراتيجية ، الاستراتيجية والأداء ، وقلما اتجهت تلك الدراسات بشكل متعمق إلى محاولة التعرف العملى على جوهر تأثير القيادة الاستراتيجية على العلاقة بين متغيرات مهمة كالاستراتيجية والهيكل والأداء ، وما هو شكل هذه العلاقة وطبيعتها .

        ونظرا لصعوبة مثل هذه الدراسات نتيجة تداخل المتغيرات وكثرتها وصعوبة الفصل فيما بينها أو التحكم فيها ، ولاختلاف الظروف بين منظمة وأخرى ،فإن إمكانية إجراء دراسة مقارنة تتيح الوقوف على طبيعة هذه العلاقة بشكل واضح وبعيد عن التحيز أو اللبس أصبح من الأمور شديدة الصعوبة .

        رغم استمرار أهمية الإجابة على السؤال السابق ، والذى رغم وجود تصور نظرى ومنطقى حوله إلا أن الدراسات العملية المقارنة فى هذا الصدد لم تكن متوفرة بنفس القدر.وهذا الأمر من الأمور المهمة التى شغلت بال الباحث لفترة طويلة من الزمن ، ربما تمتد لأكثر من 20 سنة ماضية ، كيف يمكن قياس أثر القيادة الاستراتيجية على الأداء التنظيمى عموما ؟ خاصة ونحن نلمس ما للإدارة الاستراتيجية العليا من أثر على أداء المنظمات حينما تتغير قيادة محل أخرى .

ولم تتح الفرصة لترجمة هذا الشاغل إلى واقع ، إلى أن سنحت أخيرا وبأقدار الله ، ودون أى ترتيب أو إعداد مسبق أو متعمد من الباحث 

فقد كان الباحث مهتما فى أثناء إعداد أبحاث الترقى لأستاذ مساعد بموضوع الاستراتيجية عموما ، وكان أحد هذه الأبحاث التى استهوته هو العلاقة بين الاستراتيجية والهيكل والأداء ( الماضى ، 1995 ) والذى تم تطبيقه على مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة باعتباره نموذجا لكيان تنظيمى ناشئ فى جامعة القاهرة توافرت له قيادة منذ البداية تبنت بحماس قرار إنشاء المركز ، وإدارته بشكل فعال ، وكان البحث بمثابة شهادة علمية ، وعملية على واقع ما أحدثته هذه القيادة من تصرف استراتيجى رشيد فى تلك الفترة ، دون قصد ، فقد كان الهدف من البحث أصلا دراسة العلاقة بين الاستراتيجية والهيكل والأداء ، ولكن لم يكد الباحث يسجل تلك المرحلة وما حدث فيها كما أثبته . 

        البحث المذكور ( الماضى 1995) حتى تم استبدال تلك القيادة بغيرها فى النصف الثانى من عام 1995 ، ولم يكن الباحث يتصور أن ما تم إنجازه من نظم وأسلوب عمل أثبت نجاحه يمكن أن يتغير أو يتأثر سلبا، بل من المتوقع أن يتأثر بمزيد من الإيجاب.

        إلا أن الملاحظات الأولية للباحث من واقع معايشته شبه اليومية للمركز والعاملين فيه، بل والمشاركة فى العمل من خلال اللقاءات الدورية والاحتكاك المستمر بالطلاب، والموظفين والإدارة القائمة على المركز ، جعلت الباحث يستشعر وجود فارق ملموس فى الأداء أخذ يزداد مع الوقت وبشكل واضح ، مما ولد وبقوة فكرة هذا البحث الذى كان حظ الباحث فيه وافر خاصة لما توفر له من عدة أمور قلما تتوفر لغيره، أو حتى له فى وقت آخر أهمها:

1- وجود أساس علمى وعملى للمقارنة التاريخية لنفس المكان الذى لم يتغير فيه أى شئ سوى القيادة الإستراتيجية فقط مما يجعل المقارنة هنا وكأنها قد تمت فى معمل يمكن فيه التحكم فى كل شئ.

2- التتبع المستمر والمعايشة والاحتكاك المباشر بالعاملين بالمركز وإدارته وطلابه والحوارات المستمرة معهم وتسجيل ذلك أولاً بأول على مدى فترة طويلة أمتدت من النصف الثانى من عام 1995 بعد تغير الإدارة الإستراتيجية الأولى للمركز مباشرة وحتى إجراء البحث ولا يزال ذلك مستمراً. مما جعل الباحث يقف على حقيقة الأثر وحجمه وليس مجرد آراء أو استقصاءات يتم تجميعها رغم ما قد يعترى أصحابها من صدق أو عدم صدق فى الإجابة .

        ومن هنا كانت فكرة هذا البحث الذى يطمع الباحث بما توافر له من هذه الظروف أن يكون بمثابة إضافة حقيقية فى مجال البحث فى الإدارة الإستراتيجية عموماً، والقيادة الإستراتيجية على وجه الخصوص.

مراجعة الأدبيات Literature Review 

 للتحميل

إلى أي درجة تعتقد أن اتباع المنهج الاستراتيجي المحترف يحسن الأداء المالي للشركة؟ *?
  • Votes: 0%
  • Votes: 0%
  • Votes: 0%
Loading icon small
Icon loading polling
Total Votes:
First Vote:
Last Vote:
استفسارك يسعدني
Close and go back to page