الادارة الرشيدة في الاسلام أ.د. محمد المحمدي

مبادئ الإدارة الرشيدة في الإسلام

قراءة في شهادة اثنين من أكبر علماء الغرب

أ.د. محمد المحمدي الماضي

أستاذ إدارة الإستراتيجية

كلية التجارة - جامعة القاهرة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد r وعلى وآله وصحبه أجمعين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، شهادة نسأله – جَلَّ وعلا - أن يجعلنا بها من عتقائه من النار يوم الدين. وبعد...

فهذا العمل يأتي لتوثيق شهادة موضوعية لعالمين أمريكيين استقدمتهما الحكومة المصرية في مطلع الستينيات لدارسة حال الإدارة الحكومية في مصر، والسبيل إلى إصلاحها وتقويمها. ولقد صدرا تقريرهما بفصل تمهيدي أسمياه "الإسلام والحكم"، رصدا فيه علاقة الإسلام بنظام الإدارة، ووضعا مبادئ عشرة لهذه العلاقة، والحقيقة لقد أذهلني ما كتباه، وشعرت من حينها بمدى العجز والتقصير من جانب علماء الإدارة المسلمين عن القيام بالتعرف على ما في ثقافتهم الإسلامية من كنوز إدارية فذة وعظيمة!!

وفي الوقت نفسه احترمت شدة إخلاص العالمين الأمريكيين، وموضوعيتهما، وعمق ما كتباه رغم شدة إيجازه.

واليوم، وبعد مرور ما يزيد عن نصف قرن تقريبًا على إعداد هذا التقرير، فإنه لم يجد حتى الآن من يهتم به ويبرز ما ورد فيه، أو حتى ينشره ولو بأية وسيلة من وسائل النشر؛ كي يكون دليلاً لهؤلاء المستغربين والمبهورين بحضارة غيرهم، والمنهزمين غير الواثقين من أنفسهم ومن حضارتهم؛ كي يعلموا - ومن واقع شهادة محايدة من عالمين غير مسلمين، وليسوا مجرد رجلين عاديين، وإنما هم من أبرز علماء الإدارة الكلاسيكية في القرن العشرين - أن في إسلامنا العظيم ومنهجه القويم حلاً حقيقيًا لجميع مشكلاتنا؛ المهم أن نثق في ذلك، ونحيط بكل جوانبه، وننقب عن درره ولآلئه .

وفي هذا الكتاب سوف نفرد لكل مبدأ من المبادئ العشرة فصلا مستقلاً ، نقدم فيه تأصيلًا إداريًا وعلميًا وشرعيًا لهذه المبادئ.

ووفي النهاية لا يسعني إلا أن أتوجه بخالص شكري وعرفاني بالجميل لكل من مد لي يد العون أو شجعني على إتمام هذا العمل.

والله من وراء القصد،

أ. د. محمد المحمدي الماضي