العلاقة بين أنماط القيادة الاستراتيجية والأداء التنظيمى
العلاقة بين أنماط القيادة الاستراتيجية والأداء التنظيمى
(دراسة أختبارية )
بالتطبيق على مركز التعليم المفتوح بجامعة القاهرة
إعداد د. محمد المحمدى الماضى
كلية التجارة – جامعة القاهرة
ابريل 2000
المقدمة :
لاشك أن للقيادة عموماً والقيادة الاستراتيجية على وجه الخصوص دوراً مؤثرا يمكن إنكاره على الأداء التنظيمى ، فى أية منظمة . فموضوع القيادة شغل ولا يزال وسيظل يشغل اهتمام الباحثين لاستكشاف كثير من جوانب الغموض التى تكتنفها . فرغم كثرة ما يكتب حول موضوع القيادة من دراسات وأبحاث ومقالات إلا أنها لا تزال حقلا خصباً للمزيد من الأبحاث وخاصة فيما يتعلق بجانب القيادة الاستراتيجية منها ، والتى تحاول استكشاف الأنماط المختلفة للقيادة الاستراتيجية على الأداء التنظيمى والاستراتيجى لأية منشأة ( Schendel, 1989, Hamberick, 1989, Westley & Mintzberg , 1989; Hout & Carter, 1995; Mintzberg, 1998).
ولقد وصل هذا الاهتمام لدرجة تخصيص العديد من المجلات الأكاديمية المتخصصة فى الإدارة عموما والإدارة الإستراتيجية خصوصا أعداد كاملة حول القيادة الإستراتيحية، ومن أمثلة هذه الدوريات ما قامت به مجلة ( Strategic Management Journal) من تخصيص العدد الصادر فى صيف 1989 لهذا الموضوع ثم تلاه الكثير من المقالات والأعداد التى تتناول الظاهرة حتى لا يكاد يخلو عدد من تناول موضوع القيادة الإستراتيجية وكذلك غيرها من المجلات مثل مجلة (Harvard Business Review) التى تناولت ظاهرة القيادة فى إعدادها الحديثة من أكثر من زاوية .
وبالرغم من قدم تناول ظاهرة القيادة بالدراسات وإختلاف النظريات حول تفسيرها فإن هذا الاختلاف لا يزال مستمراً أو لم نجد حتى الآن نظرية واحدة يمكن أن تقدم تفسيراً كاملاً ومتكاملاً للقيادة وأثرها على الأداء التنظيمى عموماً . فإذا انتقلنا إلى القيادة الاستراتيجية والتى بدأت الأبحاث تتناولها بالتأصيل والدراسة لمحاولة استشراف وتفهم جوانب تأثيرها المختلفة فإننا سوف نجد أن الجهود فى هذا الصدد لا تزال فى بداية الطريق ، ومعظم ما قدم فيها من دراسات هو محاولات نظرية لوضع إطار أو أكثر لتفهم القيادة الاستراتيجية ، وليكون بمثابة انطلاقها لكثير من الدراسات الميدانية بعد ذلك مثل (Neck & Edward, 1996; Pawar & Easrtman, 1997) .
وبالرغم من محاولة إجراء دراسات ميدانية حول القيادة عموما فإن القليل جدا من هذه الدراسات الميدانية قد اتجه نحو القيادة الاستراتيجية وخاصة ما يتعلق بأثر اختلاف نمطها على الأداء ، خاصة وأن هناك جوانب وخصائص عديدة تميز القيادة الاستراتيجية عن القيادة فى المستويات الإدارية الأدنى والتى استحوذت على اهتمام جل هذه الدراسات
(Shirvaatava & Nachman, 1989; Hambrick, 1989; Finlay, 2000) ، ومن هنا لا يزال هذا الحقل يحتاج إلى مزيد من الدراسات للمساهمة فى بلورة موضوع مهم من موضوعات الإدارة الاستراتيجية وهو ذلك المتعلق بالقيادة الاستراتيجية وتأثيرها على الأداء ، وهو ما دفع الباحث إلى ارتياد هذا الجانب واختيار هذا الموضوع ، الذى سبق أن تناول جانبا منه فى بحث سابق يتعلق بتأثير تغيير القيادة الاستراتيجية المبادرة باتخاذ قرار استراتيجيى معين على كل من الاستراتيجية والهيكل والأداء (الماضى ، 1999) وإذا كان البحث السابق قد تناول التأثير الحادث بمجرد تغيير صاحب المبادرة باتخاذ القرار الاستراتيجيى . فإن هذا البحث يحاول التعمق فى معرفة مدى الاختلاف الذى حدث فى نمط القيادة الاستراتيجيى وأثره على أوجه الأداء التنظيمى المختلفة . خاصة وأن هناك فرصة قد أتيحت للباحث للتعرف على مثل هذه الظواهر عن قرب وعلى امتداد زمنى معقول يتيح المقارنة بين نمطين مختلفين إلى حد كبير تناوب القيادة الاستراتيجية لنفس المكان في فقرتين زمنيتين متتالين وبشكل متساو تقريبا من حوالى عام 1990 حتى عام 2000 تقريباً .
الدراسات السابقة ومراجعة الأدبيات : Literature Review
يعتبر مفهوم القيادة من أكثر المفاهيم التى لا تزال تعانى من غموض شديد فى تعريفها أو الاتفاق حول مفهوم محدد لها